Thursday, August 15, 2013

الدلالة والتواصل



والدلالة والتواصل
 هل يمكننا الوعي بذواتنا وحيواتنا والتعبير عن حاجاتنا خارج دلالات اللغة وعباراتها ؟ ثم هل يمكن للغة أن تعبر عن كل ما ينتمي الى ذواتنا هذه ؟
تشكل هذه الأسئلة وغيرها منطلقات لا يمكننا بحال اغفالها بحال مادام الأمر يتعلق باللغة – التواصل-  فإذا ما سلمنا بأن اللسانيات تأخذ موضوعها الرئيسي من  اللغات الطبيعية ، فإنه من الطبيعي أن نأخذ بعلم الدلالة بإعتباره موضوعاً يتجاوز اللسانيات المحضة  إلى دراسة مختلف العلامات  الاجتماعيه اياً  كانت  لسانية ملفوظه  أو غيرذلك من العلامات  اللغوية. فبذلك يمكننا ان ننظر الى اللغة في اتجاهين : الأول  اتجاه يحدد اللغة في وظيفتها التواصلية –المباشرة- ويمكننا القول بان هذا الإتجاه  تحكمه نزعة وظيفية الى حد ما ،  واتجاه آخر يرى فيها فسحة للوظيفة الدلالية بل يكاد يحصرها (اللغة) في هذا الإتجاه  وظني ان هذا الإتجاه على شمول اكثر من غيره اذ امكنه استيعاب جميع الدلالات – لفظية – حركيه- صورية – وبذا كسبت قدرة اعلى على التعبير  وبالتالي،فإن اي مجتمع يمكنه بذلك انتاج تعبيراته ودلالاته التي تعبر عن حال ربما تعجز الدلالات اللفظية المألوفة عن استيعابه داخل نظامها. ولا نغفل في ذلك كله أن نشير الى ان الإرتباط بين اللفظ –الدال – والمعنى – المدلول ما هو الا حالة اعتباطية ( بمعني أن الأصوات الممكونه للفظ الدال هي ليست بالضرورة ذات ارتباط بالمدلول ) مما يشير الى درجة من الإعتباطية في هذه العلاقة وبمعنى ادق أنه  لا يوجد في اللفظ ما يدل حتما على معناه ، ونعطي  لذلك مثلا توضيحيا كلمة كتاب .
فلو كانت الكاف مثلا تدل على الصفحات  والتاء على الكلمات والألف  على الحبر المستخدم لرسم الكلمات والباء على موضوعه  لقلنا بان العلاقة  طبيعية  وحتميه  ، لكن ،يبدو أن الأمر ليس كذلك مما دفع بي للقول  بأنها علاقة اعتباطية وضعية ناتجة عن الاتفاق بين مجموعة بشرية محدده  .والدليل على توضعيتها والإتفاق حولها  اختلاف مسميات الأشياء والألفاظ الدالة عليها في مختلف اللغات والا فلماذا نستخدم كلمة قلم في اللغة العربية  ـ مثلا ـ كلمة   للدلالة على شيء معين- وهو اداة الكتابة  ،بينما في اللغة الإنجليزية نستخدم كلمة pen للدلالة على ذات الشيء هل يمكننا ان نقول أن  أياً من تلكم  الأصوات  الكلمتين  - العربية والإنجليزية قد دل على المعنى ؟    

No comments:

Post a Comment