Thursday, August 15, 2013

النص والتأويل 2



ذكرنا فيما سبق أن التأويل يمكن أن يعرف على أنه عملية فهم يتمحور مجالها في اللغة والبنية وان هذه العملية تعد حركة شاملة وكلية بحيث لا يكون هذا الفهم نمطاً من انماط السلوك بل يكون نمطاً لوجود الذات نفسها وعليه فإنه يمكننا معرفة ذلك من خلال عدة مقاربات كما يلي:
أولاً: ان العمل الأدبي لا بد ناتج عن رغبة هي قوية وضعيفة في آن . حيث تتأرجح رغبات المبدع والمتلقي معاً بين الإنفتاح اللامتناهي للطموح وانفتاحه المحدود وجودياً .
ثانياً : ان الرموز والعلامات حسب(نيتشه) حقيقة زائفة لا يمكن الوثوق بها بذا لزم ابعادها وصولاً الي فهم ومعنىً يختبئ وراءها . وهنا تكمن اهمية التفسير التأويلي بحيث يمكن من استكناه الدلالات المعنوية المختبئة تحت الرمز اللغوي في حالتية المكتوبة والملفوظه.
بذا نجد ان من اهم مايبرر ضرورة التأويل في كل اشكال الخطاب هو محاولتة الدائمة لفهم الرسالة اللغوية عموماً باعتبار انها تقوم على ثنائية الكلام/ الخطاب اذ ان الخطاب يعد الشيفرة المؤدية لإدراك الكلام . حيث يظل الكلام فردياً بينما تبدو شيفرته المتمثلة في الخطاب جمعية حال تفكيكها فهي بذا تكون غير قصدية/جمعية/لاتاريخية/ تزامنية/وغير موجهة . بمعنى انها لاتقصد بالضرورة التعبير عن حالة محددة ما دام التأويل يمكن أن يحيلها الي التعبير عن حالات أخرى وهي ايضاً جمعية كونها تستطيع اجراء حوار تفاعلي مع متعددين بمستويات وعي متعدد وهي لا تاريخية في كونها متحولة بمحمولاتها حسب الآوان المتحاور معها فية وهي كذلك تزامنية لذات السبب وغير موجهة اذ انها لاتستوعب فقط حالة واحدة من الوعي والإدراك وانما تحال حسب الضرورة التي يقتضيها فهم المتلقي المحدد ومحددات تفسيرة لها. فالكلام كرسالة يعد حالة معنية ومقصودة لذاتها بينما شيفرتها المتمثلة في الخطاب تعد نسقاً بنيوياً /تزامنياَ .
بذا فإن الخطاب ليس مجرد واقعة تختفي باعتبارها وحدة لا عقلية كما قد يوحية التضاد القائم بين اللغة والكلام . بل له بنيتة الخاصة والتي هي ليست بنية التحليل المنفصل كما هي عند البنيويين اذ تقرأ وحدات الخطاب وفق منهج لوحدات صغيرة منفصلة عن بعضها ومعزولة كلياً . بل هو بين التحليل التكويني . اي هو التفاعل القائم بين وظيفتي التحديد والإسناد في الجملة الواحدة ، وهذا يدلل على اهمية ادراك الفرق بين الواقعة والمعنى ، فالواقعة كعلامة كلامية تدلل على ان الخطاب المحمول في طياتها يمكن ادراكة زمانياً ، اي في لحظة آنية محددة .في حين ان النظام  اللغوي (النسق) مجرد افتراض خارجي مالم يحقق معنىً او محمولاً .
على الأقل يمكن أن نلمس ما اسلفنا في صعوبة التعاطي مع الشعر الحديث لدى الغالبية .كون دلالته تنبني لدى منتجة من خلال مراقبة احد محورين اساسيين يركزان معاً في اتجاه محاربة التسطيح اللغوي باحد عنصرين اما التزامة بإعادة تخليق تراكيب لغوية ومحاولة اعادة دلالات الكلمات باعادتها لأصولها الدلالية . او خلق سلسسلة من الدلالات التخييلية التي لايمكن فهمها الا من خلال انتاج حوار تفاعلي بين النص والمتلقي يقوم على  تأويل محمولات النص وفق محددات ذاتية للمتلقي . وهذا ليس في الشعر وحدة بينما يوجد ذلك ايضاً في التخييل السردي والذي يكاد يكون هو الشعر نفسه باعتبار ان الحبكة

No comments:

Post a Comment