Thursday, August 15, 2013

في مسألة اللغة



من الواضح اننا  قد ظلمناالعربية وما زلنا نظلمها نظلمها اولاً  حين نتصور أن اللغة ليست سوى  النحو. و حين نتصور أن النحو ما هو الا الإعراب، ثم لا شيء بعد ذلك. نهتم لهمزة (إن) كسراً وفتحاً ، نصر على رفع الفاعل واثبات علامة الرفع ولا نهتم في المقابل بوضوح العبارة ودقة التعبير. رغم اننا ندرك جيداً ان الفكر لايبلغ مرماه الا بوضوح العباره .
يبدو اننا في حاجة للإعتراف بقصورنا تجاه اللغة ،  يبدو اننا في حاجة لتأسيس منهجاً واضحاً  للإبانه ما دمنا نقول بان اللغة وسيلة للتواصل – عندما تبين – نحن في حاجة لتأسيس منهج يقوم على دراسة المتغيرات واستيعاب ما استحدث من مفاهيم لم يكن القاموس العربي يعرفها اذ ليس من المنطقي ان ندع دارسي الإحصاء مثلاً يتيهون في البحث عن معنى كلمة احصائية لم يستطع معجمنا العربي استيعابها . اعلم جيداً ان مجموعاً كبيراً من النحويين سيرغي ويزبد حيث اني تطاولت على اللغة ، ولكني لا أبالي ، لم يعد مقبولاً ان نقبع في قعر اوهامنا اعني ، هيكل الأوهام الذي شيدناه بأنفسنا ، أوهام نراها  إرثاً مقدساً، نكاد  نتخذها ديناً. والحق أنه ليس كل ما ورثناه  يستحق التقديس، وليس كل ما ورثناه  صحيح لا عيب فيه. ولا نغفل أن قصوراً عندنا اقعدنا عن فهم شيء مما ورثناه – شيء يسير - كذلك فإن علماءنا الأجلاء لم يجدوا في تخريجاتهم وتفسيراتهم وتعليلاتهم،ولو بالقدر اليسير ما يجعل من اللغة حقلاً فسيحاً يستوعب جميع التصورات والمفاهيم والمعارف . ولعل من اوهم الأوهام ما يتصوره النحويون من ان اللغة العربية قد بلغت ذروة مجدها بفضل نحوهم هذا ، انما كان ذلك من خلال العبارة وقدرتها على التدليل  ومهما جاءت جهود اللغويين والنحاة موصولة متعمقة بصيرة، فإن اللغة دون شك أكبر من أن تستوعبها القواعد.. لم يدرك اللغويين بعد  أن اللغة كائن مطواع ،  قابل للترويض. غير ان السؤال هو , هل سننجح نحن في هذا الترويض ؟ هل تدربنا على أن نفهم ان اللغة في قدرتها على حمل الدلالات لا بد لها أن تستوعب مجموعة غير يسيره من المحددات ، لا بد لها ان تستوعب ما هو تاريخي ،أن تجد فسحة تدرج بها الحداثي ضمن منظومتها ، هل آن للغويين أن ان يستوعبوا أن الدلالة ترتبط بدرجة ما بزمان ومكان يغيرانها كل ما تغيرا .هل من الممكن أن نتخلص من تقديسنا للمعاجم والقواميس جاعلين منها حجة دامغة ومتغاضين بذلك عن بشرية مؤلفيها   وهل تفي معاجمنا القديمة بغرض اللغة في حاضرنا هذا ، وكيف لها – المعاجم- وهي ما تزال مليئة بعبارات تفسيرية مثل ( وهو معروف ). وكثير من الأسئلة يمكنها أن تتوالى تتباعاً في هذا المجال  -الدرس اللغوي -، اسئلة غابت عن أهل المعاجم وتابعيهم ولكن الأوان قد حل لمحاولة الإجابة عليها  .

No comments:

Post a Comment