Thursday, August 15, 2013

تبصرات -



المنفى  
ربما يستغرب اكثركم ان قلت اني اشعر بالغيظ وبعض غيره اذ يقول احدهم ( انا ماشي البيت) ذلك ان لا بيت يسع القلب الحي ، ولا حياة في دار خواء ، وليس بالضرورة أن يكون الموت هو الفناء فإن قلنا أن حياة القلب في صفاءه ونقاءه ونأية عن ما يعكره فإن موته بالطبع في كدره ، وان قلنا بالموت كما عند المتصوفة:
* الموت:
 باصطلاح القوم، قمع هوى النفس؛ فإن حياتها به، ولا تميل إلى لذاتها وشهواتها ومقتضيات الطبيعة البدنية إلا به. وإذا مالت إلى الجهة السفلية جذبت القلب، الذي هو النفس الناطقة، إلى مركزها، فيموت عن الحياة الحقيقية العلمية التي له بالجهل. فإذا ماتت النفس عن هواها بقمعه، انصرف القلبُ بالطبع والمحبة الأصلية إلى عالمه: عالم القدس والنور والحياة الذاتية التي لا تقبل الموت أصلاً."
فهو بذا محمود لا يتحقق بهين ذلك ان قليل من بيننا هو من يعرف نفسه ، ذاته الرفيعة التي هي جملة الشعور ، التي يعرف من خلالها سر خالقه فيعرف ربه ، بل أن اكثرنا لا يعرف نفسة الا وهي الأمارة بالسوء
فائدة معرفة النفس أن تعلم وتحقِّق أن وجودك ليس موجودًا ولا معدومًا، ولست كائنًا ولا كنت ولا تكون قط. وانك ليس سوى صورة من صور الموجودات ، صورتك فانية ، وما بداخل الصورة قلب ، والقلب عقل يمحص ويعرف الموجودات بحقيقتها لا صورتها ، وان العقل اذ يغيب فليس سوى الصورة والتي هي بمثابة الدار الخراب ، وأن عودتك في الدار الخراب هي ليس سوي استكانتك للعيش في المنفي الفسيح ، بعيداً عن منبت الروح
هكذا حالنا ، اذ يبدو اننا سنظل هكذا في حالة من التجوال الأبدي ، من التنقل الدائم بين رغباتنا ومسلماتنا ، هكذا سيظل جيل الكتاب الحاليين في حالة المنفى ، في المنفي نحن حتى ولو راودنا الشعور باننا مقيمون في دارنا وبين اهلنا ، نحن غرباء ، مستغربون ، مستشنعون .



تلك امانينا:
ان نحيا في بلد لايميز فيه الناظر بين هذا أو ذاك ، ان نرى عرقنا بتتعدداته وثقافاتنا والسنتنا وادياننا قدرما اختلفت فهي ليست سوى علامة من الثراء وفتحأ لآفاقنا ، أن يدرك سلطان اعلامنا أن المتعدد هو الواحد وأن الواحد هذا لا ينبغى الوصول اليه ما لم نجمع جزيئاتة المتناثرة في جسد ملتحم .

No comments:

Post a Comment